الأحد، 13 أبريل 2008

البلطجة الدينية في نقابة الصحفيين

أفزعني بشدة ما حدث أول أمس في نقابة الصحفيين وكيف قام عضو مجلس النقابة البلطجي بمنع عقد مؤتمر "مصريون ضد التمييز"، وذلك بحجة أن هناك مشاركة من البهائيين في المؤتمر. إن البلطجة الدينية التي صرنا نراها في كل يوم من حولنا في مصر والعالم العربي والإسلامي إنما تكشف عن مقدار الظلام والتخلف الذي يعشش في عقول هؤلاء الغوغاء ويصور لهم أنهم بهذا يدافعون عن إلههم وعن دينهم. أرى أن هذا الدفاع إنما هو بالأحرى كشف لعورة هذا الدين ولمدى ضعفه وهشاشته بل واعتماده على قوة البدن والنهيق بدلاً من الحرية والتفكير الذي ينادي به العالم كله. إن الاعتماد على البلطجة والمنع والصراخ باسم الدين في مصر أو القتل والذبح في أجزاء أخرى إنما هو خير دليل على ادعاءات الآخرين. ولست أدرى كيف يمكننا أن نرد على من يهاجمونا ويتهموننا بالعنف والإرهاب ورفض الآخر بأن نكون عنفاء ورافضين للآخر المواطن وإرهابيين باسم الدين. لا أدرى أليس هناك من عاقل يقول لهم إنكم بهذا تؤكدون أفكار الآخرين عنكم. إنكم عندما ترفضون البهائي والقبطي والغربي وغيرهم بحجة أنكم تدافعون عن الله وعن دينه فهذا حقاً العجب العجاب، فالله بالتأكيد لن يقبل أن يدافع عنه قاتل وسافك للدماء أو بلطجي، كما أن هذا الدفاع إنما يعبر عن مدى شعورهم بالعجز والضعف أمام هجوم الآخرين فلا يتبقى سوى القتل والصراخ والبكاء والتهديد وهذه حيل الضعفاء وحيل الذين ليس لديهم أدلة عقلية أو أسلوب حضاري يتعاملون به فيرجعون إلى الجاهلية وإلى البدوية التي هي بالتأكيد جزء لا يتجزأ من المنظومة الفكرية والثقافية لهذه المنطقة.
أدعو جميع أصحاب الأديان في الشرق الأوسط إلى إعادة النظر في أسلوب معاملتهم للآخرين ولبعضهم البعض. دعنا نكون متسامحين ونقبل وجود الآخر، ودعنا نعبر عن تديننا بطريقة حضارية تقبل وجود الآخر المشارك لي في الوطن أو الإنسانية. وأقول أخيراً إنني رغم إدراكي أن مصر والمنطقة العربية تخوض في مرحلة غريبة من التدين الزائف والغوغائية والدفاع الأحمق عن الأنا ضد الآخر فإن هذا الفترة مهما طالت ومهما أوجدت من استبعاد خطير للآخر، ففي النهاية سيدرك بعض العقلاء، الذين أرجو أن يكونوا موجودين، أن هذا الوطن وهذه الأرض صارت محروقة وأكثر تخلفاً وسوف تكنشف أكثر مدى بشاعة هذا التفكير وهذه الإيديولوجية الفاشية وسوف يتخلص منها العالم كما تخلص من الكثير من التوجهات الإيديولوجية والدينية المتخلفة والإظلامية والهمجية، بل حتى أصبحها أثق أنهم مهما كان ظلام فكرهم وأحاديتهم فسيأتي اليوم الذي يختنقون فيه عندما يبدأون في إلتهام بعضهم البعض وتفكير بعضهم البعض.

ليست هناك تعليقات: